الفنان الأمازيغي الراحل بناصر أوخويا: صوت الأطلس الذي لن يُنسى

 🎤 الفنان الأمازيغي الراحل بناصر أوخويا: صوت الأطلس الذي لن يُنسى

بناصر اوخويا bnaser oukhouya


في لحظة حزينة للفن الأمازيغي وللذاكرة الشعبية المغربية، أسدل الستار اليوم على حياة أحد أعمدة الأغنية الأمازيغية الأصيلة، الفنان بناصر أوخويا، الذي توفي بعد مسيرة حافلة بالعطاء امتدت لعقود. وبغيابه، يفقد المغرب أحد الأصوات التي حفرت مكانتها في ذاكرة الاطلس المتوسط و الكبير  بحناجر من صدق.

بناصر أوخويا


👶 النشأة والبدايات


وُلد بناصر أوخويا في أربعينيات القرن الماضي، بمنطقة زاوية الشيخ  الأطلس المتوسط، وسط بيئة أمازيغية تقليدية، حيث تشكلت ملامح شخصيته الأولى في قلب جبال الأطلس المتوسط بين الأعراف والقصص الشفوية والأهازيج المحلية. منذ صغره، كان شغوفًا بالموسيقى الشعبية التي كانت تؤدى في الأعراس والمواسم، مما دفعه إلى تعلم العزف على آلة "الوتار" والغناء بالامازيغية الأطلسية (تمازيغت).


🎶 الانطلاقة الفنية


بدأ أوخويا مسيرته الفنية بشكل احترافي في ستينيات القرن الماضي، حين انضم إلى مجموعة موسيقية شعبية، وبدأ يشق طريقه ببطء وسط الساحة الفنية التي كانت آنذاك حكرا على بعض الانواع من الموسيقى للمغربية خصوصا في الإعلام. لكنه أصرّ على تقديم اللون الأمازيغي الكلاسيكي، مع الحفاظ على طابع البساطة والعمق في الكلمة واللحن.


🤝 ثنائية خالدة مع حادة أوعكي


من أبرز المحطات في حياة بناصر أوخويا الفنية، تعاونه مع الفنانة حادة أوعكي، التي أصبحت لاحقًا رمزًا من رموز الأغنية الأمازيغية. كان بناصر أول من آمن بموهبتها، وأشركها معه في حفلات الأعراس والمناسبات المحلية، وساهم في صقل شخصيتها الفنية.


دامت هذه الشراكة حوالي 12 سنة، ونتج عنها مجموعة من الأغاني التي لا تزال تتردد في الأسواق الشعبية، مثل:


كان أوخويا بمثابة "المعلم" لحادة، وظل اسمها مقترنًا به حتى بعدما استقلت بمسارها لاحقًا إلى جانب الفنان عبد الله الزهراوي.


🏞️ أسلوبه الفني


تميّزت موسيقى بناصر أوخويا بالاعتماد على الإيقاعات الأطلسية التقليدية، وآلة الوتر، والكلمات التي تستمد قوتها من اليومي البسيط: الحب، الفراق، الغربة، الحزن، والتمرد الصامت على الواقع. لم يكن فنه تجاريًا، بل وجّه خطابه للإنسان البسيط، لذا أحبّه عشاق الموسيقى الامازيغية الكلاسيكي إلى اليوم 


🎙️ الحفلات والإنتاج


شارك في مئات الحفلات داخل المغرب، لا سيما في المناطق جبال الاطلس مثل بني ملال، خنيفرة، ميدلت، وأزيلال، وأصدر العشرات من التسجيلات الصوتية التي راجت في الأسواق الشعبية، خصوصًا خلال فترة الثمانينات والتسعينات، عبر أشرطة "الكاسيط" التي كانت الوسيلة الرئيسية حينها.


رغم ابتعاده عن الإعلام الرسمي، كانت له مكانته في قلوب الجمهور، كما شارك في بعض التظاهرات الفنية الوطنية مثل مهرجان "تيميتار" و"موازين"، وكرم في عدة مناسبات كأحد حماة الذاكرة الغنائية الامازيغية


👤 حياته الشخصية

كان بناصر أوخويا شخصًا بسيطًا متواضعًا، قريبًا من الناس، عاش معظم حياته في منطقته دون أن يلهث وراء الشهرة. وقد عرف عنه تعلقه باللغة الأمازيغية، ورفضه التنازل عن هويته الثقافية مقابل الانتشار.


🕊️ وفاته


توفي الفنان بناصر أوخويا اليوم، 11 يوليو 2025، بعد صراع مع المرض (أو لأسباب لم يُعلن عنها رسميًا بعد)، مخلفًا حزنًا عميقًا في نفوس جمهوره وأسرته الفنية. وقد تهاطلت عبارات التعزية والنعي من مختلف مناطق المغرب، خاصّة من الوسط الأمازيغي الذي اعتبره "صوتًا منسيًا في دولة لا تُنصف فنانها الشعبي".


📜 الإرث الفني


يُعد بناصر أوخويا من الجيل الذي أسس لموسيقى أمازيغية شعبية قوية ومستقلة، وترك خلفه:


عشرات الأغاني التي لا تزال تذاع في الأسواق والحفلات العائلية.


تأثيرًا واضحًا على فنانين شباب حملوا رسالته في الحفاظ على الأصالة.


ذكرى رجل أعطى للفن روحه ولم ينتظر شيئًا في المقابل


🧡 وداعًا بناصر... لن ننساك


لم يكن بناصر أوخويا مجرد فنان، بل كان ذاكرة جماعية حيّة. رحل جسده، لكن صوته سيظل محفورًا في ذاكرة الجبل، في الزوايا النائية التي تعلّمت أن تغني لتبقى.






تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-