خديجة ايت باعدي
يوما بعد يوم يظهر للعالم حجم الحضارة الأمازيغية بعد الانفراج لدى الحكومات المغاربية و الاعتراف باللغة و الهوية الأمازيغية خصوصا في المغرب الذي قطع أشواط كبيرة في القضية الأمازيغية حيث أصبحت شبه رسمية في مناحي الحياة المغاربة و الإدارات و الاحتفال الرسمي بالسنة الأمازيغية إيض ناير أو "إيخف اوسكاس" يظهر بعض الدكاترة الكبار والباحثين المغاربة يرجعون إلى البحث في تاريخ المغرب و شمال أفريقيا عموما ،
في ظل الجدل الذي أثاره الدكتور الباحث في التغدية محمد الفايد حيث واجه بعض انتقادات واسعة من السلفيين في بعض الأمور
الفايد خرج في فيديو جديد يتحدث فيه عن تاريخ المغرب و قال انه كان امازيغي قبل الفتوحات الإسلامية و أن من فتح الأندلس هم الأمازيغ المغاربة و ساهموا في ازدهار العلوم الكونية ،
مواقف الفايد و العديد من الباحثين يلقى انتقادات واسعة من قبل دعاة و اغلبهم من منطقة سوس التي تتحدث الأمازيغية إلى يومنا هذا
على غرار مقالات سابقة حول ملوك الأمازيغية سنحاول الحديث في هذا المقال عن ملكة تين هينان
تين هينان
ملكة قبائل الطوارق أمازيغ الصحراء !
تين هينان { Tin Hinan } هي ملكة أمازيغية قديمة، تعتبرها قبائل الطوارق أمهم الروحية، وإليها يستندون في تنظيمهم الإجتماعي {الأميسي} كما باقي " الليتام " الذي يستمد السلطة من حكمة المرأة، وقد عاشت على الأرجح في القرن الرابع الميلادي ...
إسم تين هينان له معان عدة في اللغة الأمازيغية، قد يعني المرأة الكثيرة الترحال والسفر، والمرأة الآتية من بعيد، و قد يعني المرأة العرجاء، وكلها تستند إلى دلائل تاريخية و أركيولوجية.
تقول الروايات سواء التاريخية الواردة خصوصا عند بن خلدون أو المتداولة لدى الطوارق، أن تين هينان كانت تسكن منطقة «تافيلالت» جنوب شرق المغرب و أنها قطعت الصحراء الكبرى برفقة خادمتها «تاكامات» وعدد من العبيد لتستقر بقافلتها الصغيرة في منطقة هضبة «الهكار» في أقصى جنوب الجزائر .
والمكان يدعى حاليا أبلسة بولاية تمنراست، وقد اختارت الإقامة فيه بسبب توفر شروط الحياة، حيث يوجد فيها تقاطع لوادين مهمين للتزود بالمياه، وكذا كون المنطقة عبارة عن مراكز عبور باتجاه أفريقيا.
وتمكنت تين هينان بفضل قوة شخصيتها من السيطرة على هذه المنطقة المزدهرة، وجعلت سكانها ينصبونها ملكة عليهم، و تعلقوا بها ...
في عام 1925 تم العثورعلى ضريح الملكة تينهنان، وهو عبارة عن قبر ضخم يقع في الصحراء الكبرى في أباليسا يولاية تمنراست جنوب، وقد بني فوق بقايا تحصينات رومانية تعود لزمن الإمبراطور أغسطس.
يضم الضريح قبرالملكة الأسطورية وهيكلها العظمي، إلى جانب أثاثها الجنائزي الذي يتكون من مجوهرات ذهبية عبارة عن قلادة و أساور وخواتم، وأواني فخارية وأكواب من الفضة و البرونز، وأحجار كريمة، وبقايا بيض النعام، وقطعة نقدية تعود إلى الإمبراطور الروماني قسطنطين الأمر الذي أرجع تاريخ بناء الضريح إلى القرن الرابع الميلادي.
أما الهيكل العظمي فقد وجد في حالة جيدة فوق بقايا سرير من الخشب، مع مشكل بسيط في رجلها وتلتصق بالعظام قطع من الجلد، وهو مايدل على أن الملكة دفنت بلباسها الجلدي، الأمر الذي يؤكد الروايات التي تقول أنها كانت امرأة محاربة، حيث كذلك عثر على بقايا رماح وسهام بجانبها، كما يثبت تنوع اللقى الأثرية أن الملكة كانت تتحكم في طرق التجارة بين الصحراء الكبرى و البحر الأبيض المتوسط.